الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين

كل من المياه البيضاء والمياه الزرقاء يعتبران من الحالات الشائعة في أمراض العيون، وكلاهما يشكل تهديدًا لصحة البصر إذا لم يُعالج بفاعلية في الوقت المناسب، ورغم أنهما يتشابهان في التأثير على العين، إلا أن الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين كبير من حيث الأسباب، والأعراض، وكذلك طرق العلاج.

ونستعرض في هذا المقال الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين من حيث الأسباب، والأعراض، وطرق العلاج، ونجيب على أسئلة هامة مرتبطة بذلك الموضوع مثل: أيهما أخطر المياه البيضاء أم الزرقاء؟ وهل تتحول المياه البيضاء إلى زرقاء؟ وهل يمكن علاج المياه البيضاء في العين بدون جراحة؟ وذلك مع الدكتور محمود حسان - جراح الشبكية والجسم الزجاجي بمركز المشرق للعيون، وجراح المياه البيضاء وتصحيح الإبصار، وزميل المجلس الدولي لطب وجراحة العيون وعضو كلية الجراحين الملكية بإنجلترا ـ فتابعوا معنا قراءة هذا المقال للنهاية.

أولًا: المياه البيضاء

في بداية الحديث عن الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين، سنتعرف أولًا على المياه البيضاء، أو كما تُعرف طبيًا بـ"الساد"، وهي حالة تتسبب في عتامة عدسة العين الطبيعية الشفافة؛ مما يؤدي إلى ضبابية وتشوش في الرؤية، وتعد المياه البيضاء من الأمراض الشائعة خاصةً بين كبار السن، ولكنها يمكن أن تصيب الأشخاص في أي عمر.

سبب المياه البيضاء في العين 

هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى تكون المياه البيضاء، منها:

  1. التقدم في العمر: تعتبر الشيخوخة سبب المياه البيضاء في العين الرئيسي، حيث تتعرض البروتينات في عدسة العين للتلف والتكسر مع مرور الوقت؛ مما يؤدي إلى تجمعها وتكوين العتامة.

  2. الإصابات: الإصابات المباشرة للعين يمكن أن تسبب تلفًا في العدسة، وقد تؤدي تلك الإصابات إلى تكون المياه البيضاء.

  3. الأمراض المزمنة: بعض الأمراض المزمنة مثل السكري يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالمياه البيضاء.

  4. التعرض للأشعة فوق البنفسجية: التعرض الطويل لأشعة الشمس بدون حماية يمكن أن يزيد من خطر تكون المياه البيضاء.

  5. استخدام بعض الأدوية: استخدام الكورتيكوستيرويدات على المدى الطويل قد يساهم في تكون المياه البيضاء.

  6. عوامل وراثية: قد يكون هناك تاريخ عائلي للإصابة بالمياه البيضاء.

أعراض وجود ماء في العين

المياه البيضاء تؤثر على الرؤية بطرق مختلفة وتعتمد الأعراض على مدى تقدم الحالة، وأعراض وجود ماء في العين تشمل ما يلي:

  • رؤية ضبابية أو غائمة.

  • صعوبة في الرؤية الليلية.

  • حساسية للضوء والوهج.

  • الحاجة إلى تغيير النظارات الطبية بشكل متكرر.

  • رؤية هالات حول الأضواء.

علاج المياه البيضاء

علاج المياه البيضاء في العين بدون جراحة وخاصة في المراحل المبكرة، يعتمد على تحسين الرؤية من خلال النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، أما في الحالات المتقدمة، يكون العلاج الجراحي هو الحل الأكثر فعالية، حيث يتم إزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة أخرى صناعية شفافة.

ثانيًا: المياه الزرقاء في العين (الجلوكوما)

في ظل الحديث عن الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين، نتحدث في هذه الفقرة عن المياه الزرقاء، أو كما تُعرف طبيًا بـ"الجلوكوما"، والمياه الزرقاء في العين هي مشكلة صحية تشير إلى تلف العصب البصري نتيجة عدم قدرته على تحمل ضغط العين المرتفع، ويُعد العصب البصري الجزء الحيوي الذي ينقل المعلومات البصرية من العين إلى الدماغ، وعندما يكون الضغط داخل العين مرتفعًا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدمير خلايا العصب البصري تدريجيًا؛ مما يتسبب في فقدان الرؤية بشكل تدريجي، ويمكن أن تحدث الجلوكوما حتى في حالة وجود ضغط عين طبيعي، ولذلك يُعتبر فحص العين الدوري ضروريًا للكشف المبكر عن أي تغييرات والتعامل معها بفعالية قبل أن تتفاقم الحالة إلى حد الإعاقة البصرية الشديدة.

أسباب المياه الزرقاء في العين

بعد أن تعرفنا على أسباب المياه البيضاء ولتكملة الحديث عن الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين، يمكن القول أن المياه الزرقاء، والمعروفة أيضًا باسم "الجلوكوما"، تحدث نتيجة لعدة أسباب تتعلق بزيادة ضغط السائل المتدفق داخل العين والمعرف باسم (الخلط المائي) وتشمل الأسباب الرئيسية للمياه الزرقاء:

 

  • انسداد التصريف السائلي: يحدث نتيجة لعدم قدرة العين على تصريف السائل الراجع بشكل فعال، وهذا يمكن أن يكون بسبب انسداد أو تضيق في القنوات التي تسمح بتدفق السائل خارج العين.

  • إفراط في إنتاج السائل الراجع: قد يحدث هذا عندما تزيد الخلايا داخل العين من إنتاج السائل الراجع دون أن يتمكن الجسم من تصريفه بسرعة كافية.

  • عوامل وراثية: الجلوكوما قد تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية، حيث يكون للأفراد الذين لديهم أقارب مصابين بالجلوكوما خطر أكبر على الإصابة بها.

  • أمراض وظروف طبية أخرى: بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالجلوكوما.

  • عوامل متعلقة بالعمر: الجلوكوما تكون أكثر شيوعًا في كبار السن، حيث يزيد خطر الإصابة بها مع التقدم في العمر.

لا شك أن أسباب الإصابة توضح الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين، ولكن معرفة الأعراض يلعب دورًا حاسمًا في التمييز بين المياه البيضاء والزرقاء للأشخاص، ولذلك دعونا نتعرف على أعراض المياه الزرقاء في العين في الفقرة القادمة.

أعراض المياه الزرقاء في العين

تختلف أعراض الجلوكوما بناءً على نوعها ومدى تقدم الحالة، وقد تكون الأعراض غير ملحوظة في المراحل المبكرة؛ مما يجعل الفحص الدوري للعين مهمًا جدًا، وفيما يلي أعراض المياه الزرقاء في العين الشائعة:

  • فقدان الرؤية المحيطية التدريجي.

  • رؤية ضبابية.

  • بقع عمياء.

  • ألم شديد في العين.

  • احمرار العين.

  • تشوش الرؤية.

  • تصبح الرؤية ضبابية أو مشوشة فجأة.

  • رؤية هالات حول الأضواء.

  • صداع شديد يصاحب ألم العين.

علاج المياه الزرقاء في العين

من خلال الحديث عن الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين يمكننا توضيح طرق علاج المياه الزرقاء، حيث أن مشكلات العين تتطلب المتابعة المستمرة مع طبيب العيون واتباع الإرشادات الطبية المناسبة، ويمكن علاج الجلوكوما باستخدام قطرات العين الخاصة التي تساعد على خفض ضغط العين، وفي بعض الحالات، قد يُنصح بإجراء جراحة أو علاجات بالليزر لتحسين تصريف السوائل داخل العين.

تلخيص الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين

يمكن توضيح الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين من خلال النقاط التالية: 

السبب الرئيسي

يمكن توضيح الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين في سبب الإصابة حيث أن:

  • المياه البيضاء تنجم عن عتامة عدسة العين.

  • بينما المياه الزرقاء تحدث بسبب ارتفاع ضغط العين؛ مما يؤدي إلى تلف العصب البصري.

الأعراض

كما أن الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين يكون أكثر وضوحًا في الأعراض المتعلقة بكلا الحالتين حيث أن:

  • المياه البيضاء تؤدي إلى ضبابية الرؤية والحساسية للضوء.

  • بينما المياه الزرقاء قد لا تظهر أعراض في البداية، ولكنها تؤدي تدريجيًا إلى فقدان الرؤية المحيطية والألم في الحالات المتقدمة.

العلاج

كذلك طرق العلاج تكمل توضيح الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين حيث أن:

  • علاج المياه البيضاء غالبًا يكون جراحيًا.

  • بينما علاج المياه الزرقاء يعتمد على الأدوية والجراحة للتحكم في ضغط العين.

هل تتحول المياه البيضاء إلى زرقاء؟

بعد أن تعرفنا على الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين، وجدنا كذلك من يتساءل ويقول هل تتحول المياه البيضاء إلى زرقاء؟ والإجابة على هذا السؤال هي لا، المياه البيضاء (الساد) لا تتحول إلى المياه الزرقاء (الجلوكوما) بشكل مباشر، حيث إن كلا الحالتين مختلفتان تمامًا من حيث الأسباب والأعراض والعلاج، ومع ذلك، يمكن أن يصاب الشخص بكلتا الحالتين في نفس الوقت، ولكن ليس نتيجة لتحول إحدى الحالتين إلى الأخرى.

أيهما أخطر المياه البيضاء أم الزرقاء

الإجابة على سؤال أيهما أخطر المياه البيضاء أم الزرقاء يعتمد على السياق الطبي والحالة الفردية للمريض، وإليك بعض النقاط الرئيسية للنظر في خطورة كل من المياه البيضاء والزرقاء في العين:

  • المياه البيضاء: على الرغم من أن المياه البيضاء قد تسبب اضطرابات في الرؤية وضبابية الرؤية، إلا أن العلاجات الحالية وتقنيات جراحة استبدال العدسة عادة ما تكون فعالة في استعادة الرؤية، وهذا النوع من الجراحات له نجاح عالي ومنخفض المخاطر.

  • المياه الزرقاء: الجلوكوما تُعتبر حالة أكثر خطورة، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط السائل داخل العين إلى تدمير العصب البصري بشكل تدريجي، وإذا لم يتم تشخيصها وعلاجها بشكل سريع، فقد تتسبب في فقدان جزء كبير من الرؤية أو حتى الإصابة بالعمى الدائم، والجلوكوما يمكن عادة علاجها بأدوية تعمل على خفض ضغط العين، وفي بعض الحالات يتطلب العلاج جراحة لتحسين تصريف السائل داخل العين.

وبشكل عام، يمكن القول أن الجلوكوما تُعتبر أكثر خطورة من المياه البيضاء، نظرًا لمدى تأثيرها السلبي الكبير على العصب البصري والرؤية، بينما يمكن عادةً استعادة الرؤية بنجاح بعد علاج المياه البيضاء، ومع ذلك، من الضروري أن يتم تقييم كل حالة فردية بواسطة الطبيب المختص لتحديد الخطوات العلاجية المناسبة.

وفي الختام، وبعد أن نكون قد تعرفنا على الفرق بين المياه البيضاء والزرقاء في العين، يمكننا القول أن الفحص الدوري للعين أمر ضروري للكشف المبكر عن أي من هذين المرضين، خاصةً أن الجلوكوما قد لا تظهر أعراض واضحة في مراحلها المبكرة.

الحفاظ على صحة عينيك مسؤوليتنا تواصل معنا الآن إذا كان لديك أي استفسار وسيتم الرد على كافة استفساراتك في أسرع وقت.

 

عناوين العيادة